بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل المتابع يرى ان الغرب تقدم علينا بكثير من الامور الدنيوية ونحن نمشي ورائه بالركب نتبعه في كل خطوة ونمارس تبعية فكرية واقتصادية بدون ان يكون لنا تلك الهوية المستقلة فقد ارتبطت اعمالنا به بطريقة لا يمكن الخروج منها حيث اضحى الغرب هو صاحب المباديء وصاحب الابتكارات الفكرية وزرع مباديء الاقتصاد واساليب التجارة والادارة وطرقها وطلب منا ان نتعامل معه ضمن مباديء مبتكرة حيث يتم تحصيل اموال هائلة لهم لاسباب تتعلق بالاعتمادية والمشاركة وحقوق ملكية مبتكرة .
حقق الغرب تقدما في انشاء قواعد للشركات المالية واعطاها تصنيفات تؤهلها لدخول عالم التجارة بشكل موثوق حيث تقوم مؤسسات مالية دولية بتقييم اي مؤسسة مالية في العالم وتعطيها اعتمادية دولية وهم بهذا الامر انما يحققون دخولا عالية اضافة الى معلومات هائلة عن حجم منافسيهم الدوليين وللاسف الشديد لا يوجد مؤسسة عربية قادرة على وضع قواعد ولا اعطاء اي اعتمادية معترف بها عالميا .
حقق الغرب ابتكارات معرفية تعتمد على الثقة والصدق فكان ان قامت مؤسساتهم الخاصة بالاستشارات التحكيمية القانونية وسماسرتهم وهيئات التثمين السعري بالانتشار عالميا بينما لا يوجد مؤسسة عربية يمكن ان تكون مقبولة عالميا في السمسرة الدولية او التحكيم الدولي
حقق الغرب في مجال التأمين تطورات كبيرة للغاية فانشأ النوادي الكبيرة التي تعتمد مبدأ المشاركة في الغنم والغرم واعتمد مباديء سلامة تأمينية ووضع قواعد السلامة للمنشأت العالمية واطلق الشهادات الخاصة بسلامة الاجرءات الادارية وسلامة الاجراءات التشغيلية ومنح الشهادات التأهيلية بينما العرب يطلبون التأهيل منهم ولا يوجد مؤسسة عربية يمكن ان تمنح شهادة سلامة تتقبلها اي شركة تأمين .
حقق الغرب انتشارا واسعا لاسماء ابتكروها بحيث اضحت الاسماء المبتكرة علامات واسعة الانتشار تباع للعالم اجمع بنفس الاسم وطريقة العمل والاسلوب والشكل واللون حتى اصبح اختيار الاسم شيء يشترى فلا بد ان اعينكم لحظت اسماء مثل MacDonald – KFC – Hilton – Sheraton – 4season – DHL- بينما الاسماء العربية لا تغادر حدود الدولة وكان لزاما ان تشتري الاسم وتدفع رسوما سنويا وتستورد مواد خاما لا يمكنك اكتشاف طريقة صنعها .
حقق الغرب انتشارا واسعا في المعلومات فاضحى الانترنيت المكان الذي يأوينا لحصد المعرفة وعلى كل صحيفة ان تشتري من وكالات الانباء العالمية اخبارها وكذلك تلفازنا ومحطاتنا الاخبارية واصبح لزاما علينا تسجيل اسماء النطاقات في اماكن لا نعرفها وندفع لمن لا نعرف رسوما سنوية وعلى الدول ان تدفع لمزودي الانترنيت اصحاب الخوادم العملاقة بينما لا تجد خادما عملاقا في منطقتنا يمكن ان تدفع له الا اذا كان وكيلا محليا يتصيد بعض العمولات من ارقام خيالية تساهم في رفعة الغرب وازدهاره .
حقق الغرب انتشارا واسعا في احتواء المناسبات العالمية وقام بتنظيمها بحيث اضحت عمليات نقلها ضرورة ملحة للمجتمعات فكان يجب علينا متابعة كأس العالم ومؤتمرات القمة والدوري الاسباني والانجليزي والفرنسي ودوري التينس بارقام فلكية بينما لم نفلح للان من جعل العالم يتابع اي من فعالياتنا .
حقق الغرب انتشارا واسعا في حفظ الملكية الفردية لتراثه الفكري والثقافي ونظرا لتوسع هذا التراث عبر البرمجيات المساعدة على الاعمال واقحام اللغة العربية فيها حيث قامت هذه البرمجيات بالتوسع بلغتنا العربية فقدمت لنا القرأن والحديث والترجمة والتشكيل اللغوي والبحث الواسع بحيث اصبحنا نعتمد على هذه البرمجيات المتفوقة فاصبح لزاما علينا ان ندفع ثمن برمجيات لا يمكننا صناعتها وندفع على كل مستخدم لشبكاتنا وندفع ايضا لحماية هذه البرمجيات من الفايروسات والمتسللين على معلوماتنا .
المطلوب ان نضع الاموال الهائلة التي اضطررنا لتقديمها في جيب عربي فهل يمكن ذلك ؟
وتقبلوا احترامي
اليوم في 1:20 am
موضوع: اموال عربية في جيوب غربية 
الأحد يونيو 13, 2010 5:16 pm
